ما أجمل أن نقف بين وقت وأخر عند جانب من جوانب السيرة
النبوية العطرة من خلال استعراض حياة وسيرة زوجات وبنات
سيدنا محمد ( ص ) لأنهن جزء من ذلك التاريخ المشرق العريق
والسيدة التي نتكلم عنها اليوم هي فاطمة الزهراء
الميلاد
ولدت رضي الله عنها بمكة في العام العاشر من زواج سيدنا محمد
(ص ) والسيدة خديجة وقد فرح بيها فرحا شديدا
كانت فاطمة الزهراء هي المولود الرابع للرسول ( ص )
وعند ولادتها لم يظهر على الرسول غضب ولا الم لأنة لم يرزق
ذكرا وكانت فرحت خديجة اكبر حين وجدت ملامح ابنتها تشبه
ملامح أبيها فأدركت أن الله تعالى سوف بتعهدها برعايته وعنايته
لتكن مثلا لأبيها في خلقه وخلقه 0
زواجها
تزوجت السيدة فاطمة بسيدنا علي رضي الله عنه وكان زواجا
مباركا ميمونا وقد مشى بها النبي ( ص ) الى بيت علي بن أبي
طالب وتم الزواج المبارك ودعا لهم ( اللهم بارك فيهما وبارك عليهما
وبارك لهما في نسلهما اللهم لأنهما من أحب الناس الي فأحبهما وبارك
في زريتهما واجعل عليهما منك حافظا واعيذهما من الشيطان الرجيم
أسماء أطلقت على فاطمة
1 – فاطمة الزهراء
ذكروا أصحاب السيرة أنها سميت بالزهراء لأنها زهرة المصطفى
عليه أفضل السلام وكانت بيضاء اللون وكانت دائمة الصلاة في محرابها
الذي ازدهى صلى الله عليه وسلم بصلاتها فيه
أم أبيها
عرفت بهذا الاسم لأنها كانت أشبه ما تكون في مشيتها وفي جلستها
برسول الله ( ص ) ولانها وقفت معه وكافحت وتحملت الأذى ورعت
واهتمت بشؤونه بعد وفاة أمها الكريمة السيدة خديجة بنت خويلد 0
قالت عنها السيدة عائشة أم المؤمنين
مارايت امرأة أشبه حديثا وكلاما برسول الله من فاطمة وكانت اذا
دخلت بيته اخذ بيدها فاجلسا في مجلسه فقبلها وكانت اذا دخل عليها
قامت فقبلته وأخذت بيده 0
دخلت علية في مرضه الذي توفي فية فاسر إليها فبكت ثم اسر إليها
فضحكت سألتها السيدة عائشة عن سبب بكائها وضحكها فقالت لها
اسر الى واخبرني انه ميت فبكيت ثم اسر الى إني أول أهله لحوقا به فضحكت
وصيتها قبل وفاتها
عندما أحست بقرب رحيلها وانتقالها الى الرفيق الأعلى أن تدفن بالبقيع ليلا
وفاة السيدة فاطمة
لم يطل مقامها في الدنيا كثيرا بعد وفاة المصطفي ( ص ) وقد اختلفت المرويات
في تحديد تاريخ وفاتها فقيل قي الثالث من جمادي الأخر سنة احد عشر من الهجرة
وقيل توفيت لعشرة بقين من جمادي الأخر وقيل ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت
من ربيع الأخر أما الأرجح الذي قاله المدائني والواقدي وابن عبد البر قي الاستعاب
أنها توفيت ليلة الثلاثاء يوم الاثنين من شهر رمضان سنة إحدى عشر من الهجرة
وتوفيت وهي بنت تسع وعشرون سنة وكانت قبل وفاتها فرحة مسرورة لعلمها
بإلحاق بابيها الذي بشرها أن تكون أول أهل بيته لحوقا به0
حملت الزهراء الى مثواها الأخير في نعش صنعته لها أسماء بنت عميس رضي
الله عنها وهي أول من حملت في نعش وأول من لحقت بالنبي ( ص ) من أهله
صلى عليها على بن أبي طالب كرام الله وجهه ثم نزل في قبرها وقف على
حافة القبر يؤبنها بكلمات تنم قلب مفعم بالحزان على فراقها
رحم الله الزهراء ورضي عن زوجها وبنيها وصلى الله على أبيها
الطاهر أكرم الخلق وخاتم النبيين والمرسلين والرحمة مهداة للعالمين
ورضي عن أمها خديجة بيت خويلد ذات المواقف النبيلة الخالدة في
حياة المصطفي ( ص )