أُسْكُتي يا جرَاحْ | وأسكني يا شجونْ |
ماتَ عهد النُّواحْ | وَزَمانُ الجُنُونْ |
وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ | مِنْ وراءِ القُرُونْ |
في فِجاجِ الرّدى | قد دفنتُ الألَمْ |
ونثرتُ الدُّموعْ | لرياحِ العَدَمْ |
واتّخذتُ الحياة | مِعزفاً للنّغمْ |
أتغنَّى عليه | في رحابِ الزّمانْ |
وأذبتُ الأسَى | في جمال الوجودْ |
ودحوتُ الفؤادْ | واحة ً للنّشيدْ |
والضِّيا والظِّلالْ | والشَّذَى والورودْ |
والهوى والشَّبابَّ | والمنى والحَنانْ |
اسكُني يا جراحْ | وأسكُتي يا شجونْ |
ماتَ عهدُ النّواحْ | وزَمانُ الجنونْ |
وَأَطَلَ الصَّباحْ | مِنْ وراءِ القُرونْ |
في فؤادي الرحيبْ | مَعْبِدٌ للجَمَالْ |
شيَّدتْه الحياة ْ | بالرّؤى ، والخيال |
فَتَلَوتُ الصَّلاة | في خشوع الظّلالْ... |
وَحَرقْتُ البخور... | وأضأتُ الشُّموع |
إن سِحْرَ الحياة ْ | خالدٌ لا يزولْ |
فَعَلامَ الشَّكَاة ْ | مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ |
ثمَ يأتي الصبَّاح | وتمُرُّ الفصولْ..؟ |
سوف يأتي رَبِيعْ | إن تقضَّى رَبِيعْ |
کسكُنِي يا جراحْ | وأسكتي يا شجونْ |
ماتَ عهدُ النّواح | وَزَمانُ الجنونْ |
وأطلَّ الصَّباحْ | مِن وراءِ القُروُنْ |
من وراءِ الظَّلامْ | وهديرِ المياهْ |
قد دعاني الصَّباحْ | وَرَبيعُ الحَيَاهْ |
يا لهُ مِنْ دُعاءُ | هزّ قلبي صَداهْ |
لَمْ يَعُد لي بَقاء | فوق هذي البقاعْ |
الودَاعَ! الودَاعَ! | يا جبالَ الهمومْ |
يا هضَبابَ الأسى ! | يا فِجَاجَ الجحيمْ |
قد جرى زوْرَقِي | في الخضمِّ العظيمْ... |
ونشرتُ الشراعْ... | فالوَداعَ! الوَداعْ |
رحم الله ذاك الفتى الشجى الذى عطر سماء الشعر بروائعه العذبه وكلماته الرنانه
فنم قرير العين والى جنات الخلد أبو القاسم الشابى ،،،،