من حوارات الصوفية
***********
يقول الشيخ عبد الواحد بن زيد البصيري :
رأيت رجلاً في بعض أسفاري ، وعليه ثوب من الشعر ، فسلمت عليه .
قلت : رحمك الله أسألك مسألة .
قال : أوجز ، فإن الأيام تمضي ، والأنفاس تعد وتحصى ، والرب مطلع يسمع ويرى .
قلت : ما رأس التقوى ؟
قال : الصبر مع الله تعالى .
قلت : ما رأس الصبر ؟
قال : التوكل على الله .
قلت : وما رأس التوكل ؟
قال : الانقطاع إلى الله .
قلت : وما رأس الانقطاع ؟
قال : الانفراد لله .
قلت : وما رأس الانفراد ؟
قال : التجريد عما دون الله .
قلت : ما ألذ الأشياء ؟
قال : الأنس بذكر الله .
قلت : ما أطيب الأشياء ؟
قال : العيش مع الله .
قلت : ما أقرب الأشياء ؟
قال : اللحوق بالله .
قلت : أي شيء أوجع للقلب ؟
قال : فراق الله .
قلت : ما همة العارف ؟
قال : لقاء الله .
قلت : ما علامة المحب ؟
قال : حب ذكر الله .
قلت : ما الأنس بالله ؟
قال : استقامة السر مع الله .
قلت : ما رأس التفويض ؟
قال : التسليم لأمر الله .
قلت : وما رأس التسليم ؟
قال : ذكر السؤال عند الله .
قلت : ما أعظم السرور ؟
قال : حسن الظن بالله .
قلت : من أعظم الناس ؟
قال : من استغنى بالله
قلت : من أقوى الناس ؟
قال : من استقوى بالله .
قلت : من المغبون ؟
قال : من رضي بغير الله .
قلت : ما المروءة ؟
قال : ترك النـزول بدون الله .
قلت : متى يكون العبد مبعداً عن الله ؟
قال : إذا صار محجوباً عن الله .
قلت : ومتى يكون محجوباً عن الله ؟
قال : إذا كان في قلبه هم غير الله .
قلت : ومن الغمر [الغافل الذي لم يجرب الأمور ] ؟
قال : من انفق عمره في غير طاعة الله .
قلت : ما الزهد في الدنيا ؟
قال : ترك كل شيء يشغل عن الله .
قلت : من المقبل ؟
قال : من اقبل على الله .
قلت : ومن المدبر ؟
قال : من أدبر عن الله .
قلت : ما القلب السليم ؟
قال : الذي لم يكن فيه سوى الله .
قلت : اخبرني ، من أين تأكل ؟
قال : من خزائن الله .
قلت : ما تشتهي ؟
قال : ما يقضي الله .
قلت : أوصني .
قال : اعمل بطاعة الله ، وارض بقضاء الله ، واستأنس بذكر الله ، تكن من أصفياء الله .
اللهم رطب لساننا بذكرك حتى نلقاك وانت راضى عنا يالله ،،،