يتوجه اليوم الأحد نحو 16 مليون ناخب سوداني إلى صناديق الاقتراع، لاختيار الرئيس وأعضاء البرلمان ومجالس الولايات، في أول انتخابات تعددية منذ 24 عاما في السودان.
وقال عضو المفوضية القومية للانتخابات مختار الأصم إن المفوضية أكملت كافة الاستعداد في مجمل أنحاء البلاد، كما أن توزيع بطاقات الاقتراع قد اكتمل، حيث وصلت إلى المراكز في كل أنحاء السودان في وقت قياسي، مشيرا الى ان البطاقات قد طبعت في مطابع الحكومة نسبة لسهولة التناول في حال قيام جولة ثانية لانتخاب الرئيس.
وأوضح الأصم ان المفوضية استطاعت ان تتبع أقصى درجات الدقة لتأمين العملية الانتخابية، وسد ثغرات التزوير، مؤكد ان كل من تسول له نفسه التلاعب سيصعب عليه الأمر، بفضل الإجراءات التأمينية العالية التي أعدتها المفوضية، مبينا ان كل عمليات الاقتراع والفرز سيشرف عليها وكلاء المرشحين والمراقبين المحليين والدوليين>>.
من جانبه قال الرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات، انه يتوقع ان تسير الامور على ما يرام.
وقال كارتر يوم امس الاول غداة وصوله الى السودان، لا نرى سببا يدعو الى القلق ما عدا بالنسبة الى بعض المحطات النائية. المواد الانتخابية قد تصلها متأخرة بعض الشيء، ولكن لديهم ثلاثة ايام على الاقل للادلاء بأصواتهم. غير ان المفوضية أكدت في مؤتمر صحافي امس، ان كل المراكز في الانتخابية في السودان قد وصلتها كامل المعدات والأدوات وبطاقات الاقتراع التي من شأنها قيام الاستحقاق الديمقراطي كما مخطط له. مبددا بذلك كل المخاوف بشأن الاستعدادات اللوجستية التي اثارت جدلا بشأن تأجيل الانتخابات.
وانتقدت بعض أحزاب المعارضة خصوصا قيام مفوضية الانتخابات بطبع بطاقات الاقتراع للانتخابات الرئاسية في مطابع حكومية، بدلا من ان يعهد بها لشركة سلوفاكية تم اختيارها في وقت سابق. وقد ردت المفوضية بان كل الأسباب المادية والموضوعية تحتم طباعة البطاقات في المطبعة الحكومية، التي شهدت طباعة كل انتخابات السودان منذ العام ,1953 وفضلا عن ذلك فانه في حال قيام جولة ثانية للانتخابات الرئاسية، فان الطباعة خارج السودان ستكون من الصعوبة بمكان، ان تسير العملية الانتخابية في موعدها.
وأنهت الاحزاب السودانية والمرشحون للرئاسة الجمعة حملاتهم الانتخابية، وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير الساعي الى تأكيد شرعيته فيما يسعى حزبه للحفاظ على الغالبية في المجلس الوطني (البرلمان) الذي يعد 450 مقعدا.
وقال البشير في آخر خطاب ألقاه بعد حملة ماراثونية جاب فيها البلاد طولا وعرضا، في حي امبدة الشعبي على اطراف الخرطوم مساء أمس الاول، ما بنخلي خواجه يهين البلد دي بقمح او تجارة او محكمة دولية (..) دي كلها بنخليها تحت ونمشي لقدام.
وأكد البشير في مقابلة مع قناة <>الشروق>> التلفزيونية السودانية الخاصة، انه سيولي جل اهتمامه للحفاظ على وحدة البلاد، مؤكدا ان استطلاعا اجري في جنوب السودان، اظهر ان ثلاثين في المئة فقط من الجنوبيين يؤيدون الانفصال. وبموجب اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005 في نيفاشا من المقرر ان ينظم مطلع 2011 استفتاء على تقرير مصير جنوب السودان. ولكن يشترط لقبول نتيجة الاستفتاء مشاركة 65% من الناخبين المسجلين في الولايات الجنوبية العشر إضافة الى السودانيين الجنوبيين المقيمين في الشمال. وينبغي ان تكون نسبة التأييد 50% زائد صوت واحد. وأبدى البشير استغرابه لانسحاب حزب الأمة التاريخي من الانتخابات بعد ان أكد انه تمت الاستجابة لتسعين في المئة من شروطه.
وكان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي من اكثر السياسيين السودانيين المنادين في فترات سابقة بالانتخابات والديمقراطية في البلاد.
ومع سحب الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) مرشحها الى الرئاسة ياسر عرمان، بات مرجحا ان يفوز البشير من الدورة الأولى للانتخابات، امام منافسيه السبعة وأبرزهم حاتم السر، مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي، وان كانت فرصه معدومة عمليا.
ولكن وان باتت نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة، فقد تحصل مفاجآت في انتخابات المجلس الوطني.